وصاحبها اختفى في ظروف غامضة ..
لم اصدق هذه الحكايات ..
فالناس تتناقل كل ماهو مثير ..
ومخيف ..
ولكن ..
الغريب انهم قالوا انها مهجورة منذ 14 عاما ..
الا يتوافق الزمن هذا مع قصاصة التقويم التي ذكر ذلك ( اللص علي ) انه وجدها تحمل تاريخا قديما منذ 14 عاما ايضا ؟؟
هل هي مجرد مصادفة ؟؟
عدت لسيارتي وانا اضحك كثيرا ..
متذكرا تلك الحلقة من ذلك المسلس المحلي طاش ماطاش ..
و ...................
صاعقة هوت علي فجأة ..
صديقي لم يعد موجودا في السيارة !!
يتبع .....................
الضياع والحيرة :
لم أكد ألتقط أنفاسي ألا والصدمة تطالعني ..
باب السيارة من جهة الراكب مفتوحة ولا أثر لصديقي ..
كل شي كان كما هو عليه
جواله ...
علبة سجائرة داخل السيارة ..
ولكن لا أثر له ..
أستجمعت قواي وقررت النظر حول المكان ..
تساءلت هل ذهب ليقضي حاجته ؟؟
رفعت صوتي أنادي ..
ناصر .. ناصر
ولا مجيب ....
ركبت سيارتي وبدأت أدور في دوائر حول المنطقة ولا جديد ..
أبتعدت ببحثي قليلا عن المنطقة ..
ثم !!
أدركت وقتها كم كنت غبيا أنا ...
لماذا لم أراقب الاثار بجانب السيارة ..
خصوصا أن الارض كانت طينية يبقى الاثر عليها واضحا ..
عدت الى مكاني السابق ...
ووجدت الاثر ..
ولكنه أثر واضح لسحب شخص بالقوة وحمله ..
كانت الاثار عميقة ومتناثرة مما يدل على الحمل الثقيل الذي تركه صاحب الاثر ..
ويتضح أنه كانت توجد مقاومة وقتها ..
تتبعت الأثر ولكنه أنتهى حول بئر قديم مهجور ..
هل يعقل ؟؟
صديقي في البئر ؟؟
ماهذا الجنون ؟؟
تأملت حولي من جديد ..
ظلام يلفني ..
تذكرت أنني وحيدا في هذه المنطقة ..
أنتابتني حالة غريبة ...
رعب شديد ..
هربت بشدة الى السيارة ..
أنطلقت بسرعة خرافية من حيث أتيت ..
كنت أبكي بشدة ..
صديقي أين هو ؟؟
أنا السبب ..
اللعنة على ذلك الجوال وصاحبته وعلى سارقه ..
نعم سأذهب للجهات الامنية ..
أنها مهمتهم ..
ولكن ..
لو وجدوا صديقي مقتولا ..
من سيتهمون ..؟؟
بكيت بشدة وخالط بكائي نوع من النياح وعدت للرياض من جديد وذهبت للبحث عن ذلك اللص علي ..
ولكن ....
كيف أبحث عنه ؟؟
كل مااعرفه انه منتسب لجمعية الهلال الاحمر فقط ..
لااعرف من اسمه الا علي ...
اللعنة عليه ...
هل حلت بنا لعنات الموتى ؟؟
سرق تلك المرأة ولم يراعي كرامة الموت ورهبته ..
أحسست لفترة وكأن الزمن توقف ..
بالامس كنت شخصا يعيش حياة طبيعية ..
والان انا اعيش دوامة من القلق والغموض ..
مالذي صار مقدرا لي ..؟؟
صديقي لااعلم هل لازال حيا أم ميتا ؟؟
أهله يعلمون تماما أنه كان برفقتي ..
مالذي بيدي لأفعله ؟؟
صرت تائها وسط تلك المدينة الكبيرة ..
قررت أن أذهب الى بيت صديقي ..
والده رجل طيب ..
وأمام مسجد ..
ربما يقدر ماسأقوله ..
سيعلم أن هذه الاحداث لها علاقة بظواهر الجن ..
نعم أقسم أنها كذلك ..
وماهي الا دقائق وانا اطرق باب منزل صديقي ..
لم يصلني رد ...
واصلت الطرق ..
ولكن لامجيب ...
وواضح جدا من الهدوء أن المنزل خاوي ..
عدت لسيارتي والقيت بجسدي على مقعد السيارة ..
عادت حالة البكاء للسيطرة علي من جديد ..
أغمضت عيني وقررت الانتظار أمام منزل صديقي ..
عدت بالذاكرة الى وقت ليس ببعيد ..
صديقي المختفي ناصر ..
كان رفيقي منذ الصغر ..
شخص طبيعي ..
هادئ وانطوائي نوعا ما ..
أنهى دراسته الثانوية ثم قبع بعدها في المنزل ..
كان شخصا حماسيا ولكن البطالة خلقت فيه روحا أنهزامية غريبة ..
كان يتحدث عن أمنياته بالهجرة الى الخارج ..
كان يحب كثيرا القراءة ..
خصوصا الكتب الكبيرة ..
ينفق كثيرا على شرائها ..
كان من المتفوقين ..
وهاهو الان شخص عاق ..
منحرف ..
حتى والدته كثيرا ماكنت تدعو عليه بالهلاك ..
كان شخصا عنيدا ويكره ان يوجهه احد الى شي ..
حتى والده كان كثيرا مايقول انا لست براضي عليك ..
وكان .....
ماهذا ؟؟
شخص بقترب من سيارتي وبسير بهدوء ..
كان الشارع شبه مظلم ..
والرجل يقترب من سيارتي ..
ثم ..
توقف أمامي مباشرة ..
ومد يده ...
نظرت الى وجهه وبادرني بالسؤال ...
من أنت ؟؟
كان والد صديقي ..
ولكن لااعلم لماذا لم استطع تمييز وجهه ..
نظر الى كثيرا ...
ثم قال : عبدالرحمن !!
أين ناصر ؟؟ هل هو بالداخل ؟
ترددت كثيرا ولاحظ هو هذا التردد الذي كان يملأني
ثم قال :ابني ناصر مالذي حدث له ؟؟ وأين هو ؟؟
قلت له : أريد أن أجلس معك أرجوك ... كلام كثير سأقوله لك !!
لاحظ بكائي وحالتي المرثية وطلب مني النزول ..
لم ندخل لمنزله بل توجهنا الى المسجد ..
هناك بديت أروي قصتي لوالد ناصر ..
كان مشدودا ومهتما لقصتي ..
وضح عليه التأثر وبكى عندما وصلت لقصة أختفاء أبنه ..
كان يريد قول شي ..
ولكنه كان يتردد ..
تغيرت ملامح وجهه ..
صرخ فيني : أين ذلك الجوال ؟؟
كان كمن أنتزعني من حالة عجيبة ..
قلت : في منزلي ..
ركبت معه في سيارته وأنطلقنا لمنزلي ..
تناولت ذلك الجوال وعدت للسيارة وناولته لوالد ناصر ..
نظر فيه ..
تلى بعض الاذكار ...
فتح صندوق الرسائل ..
وياللمفاجأة .... كان خاويا تماما !!
قلب صندوق حفظ الرسائل فطالعته تلك الرسالة التي كانت توضح مكان الدعوة ..
كانت مذيلة برقم ...
رقم يوضح المرسل ..
تناول هاتفه وأتصل بذلك الرقم ...
وبدأ الجرس يرن ....
ويرن ...
ولكن دون أجابة ....
أعاد الاتصال أكثر من مرة دون أي أجابة ...
ألتفت لي وقال : هل أنت محافظ على الصلاة ؟؟
صدمني بذلك السؤال ...
قلت نعم ..
قال : وأين الذي باع لك الجوال ؟؟
قلت : أتقصد علي اللص ؟؟
قال : نعم ..
قلت : انا لااعرفه شخصيا كل مااعرفه انه يعمل بقطاع الاسعاف ...
قال هل تملك رقم جواله ؟؟
سؤاله هذا كان صدمة بالنسبة لي ..
طوال تلك الفترة التي كان يتردد فيها ذلك اللص علي على محلي لم يحصل يوما أن طلبت رقمه أو سألته حتى عن سكنه أو ....
قاطعني والد ناصر : ليش ماترد ؟؟
قلت : لا مااعرف رقمه ..
أنطلقنا الى مركز ادارة الهلال الاحمر ..
والد ناصر كان أمام لأحد مساجد المدينة المعروفة وكان رجلا وجيها ومعروفا لكثير من أعيان المدينة ..
أجرى بعض الاتصالات ..
ثم دخلنا الى مبنى الادارة ..
صعدنا الى مكتب احد الموظفين ..
صافحه والد ناصر ..
تهامسا قليلا ثم أخذنا الى غرفة تحوي بعض اجهزة الحاسوب ..
سألني عن مااذا كنت اعرف السائق علي المذكور ..
قلت اعرفه فقط بشكله ..
ثم قال لي الموظف دعك من الشكل ..
هل تميزه من صوته ؟؟
قلت اكيد .
قلب بعض البيانات على الحاسوب ..
أجرى أتصالا بشخص ثم طلب منه مكالمتي ..
حدثني الشاب قليلا ثم سألني الموظف هل هذا صوته ؟؟
قلت لا ..
اغلق الهاتف وكرر الامر مع 3 اخرين كلهم كنت لاول مرة اسمع نبرات صوتهم ..
نعم ..
ذلك اللص علي كانت له نبرة حادة مميزة يمكنني تمييزها من بين الالاف ..
أحسست ان الموظف بدأ عليه الضيق ثم سألني ...
علي هذا صف لي شكله ..
بدأت أعطيه المواصفات تباعا ..
كانت عليه علامات الدهشة ..
قال : هذه المواصفات لم تمر علي أبدا وأنا أعرف كل السائقين القدامى والجدد ..
بدأ القلق يسري بداخلي ..
ثم قلت : أنا لدي الحل ....
مااسم السائق الذي باشر يوم امس حادثا ماتت فيه سيدة ...
قلب ذلك الموظف قليلا من بعض بياناته ثم قال مندهشا ...
لم تخرج أي سيارة أسعاف من مركزنا لحادثة كانت فيها وفاة سيدة منذ اكثر من 6 ايام !!